نظافة القلب أولى .....
يلاحظ علي الكثير من الناس اهتمامهم الزائد بنظافة المظهر وخاصة الوجه علي اعتبار أنه الجزء المهم من الجسم الذي يقابل به الناس ومحط أنظارهم فيحرص علي أن يروه في أجمل صورة وهذا أمر محبب ولكن في حدود المعقول .
فإذا كان اهتمامهم هذا من أجل رضي الناس عنهم وقبولهم ومحبتهم ومظهر من مظاهر التقرب إليهم ، كان الأولى بهم أن يهتموا بنظافة محط نظر الله عز وجل ألا وهو قلبه .
ورضا الله عند العاقل أهم من غيره لأنه لو رضا عنه الله لرضا عنه الناس .
قد تكون الصورة حسنه ولكن لا تقربك من الله لأن الأقوال والأفعال مشينة فينفر الناس منك ، إقرأ قول الحق تبارك وتعالى في حق المنافقين: وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ (المنافقون: 4)
فهؤلاء من أهل النفاق وصفهم الله -عز وجل- بهذه الصفات التي تدل على كمالات جسمانية و كمال الصورة الظاهرة ولكن كانت صورهم عند الله مذمومه وغير مقبوله ..
لذلك إن معيار القرب من الله ليس بالصور والأشكال والجمال والكمالات الجسمانية، وإنما يكون ذلك بما يقر في القلوب من الإيمان والتقوى والأعمال الصالحة التي تصدر عن هذا الإيمان، وتكون ظاهرة على الجوارح، وأقوال اللسان. وهذا الأمر بينه رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إن الله لا ينظر إلى أجسامكم، ولا إلى صوركم، ولكن ينظر إلى قلوبكم) رواه مسلم.
فالإسلام يؤكد على سلامة الطبع وتطهير القلب وتزكية النفس وحسن الخلق وملازمة الآداب العامة، والترقي في السلوك إلى المستوى المطلوب، وحسن الظن بالله وبالناس
كما ينهى عن كل ما يقابل ذلك من الرذائل كفساد النية والكبر والحسد والحقد والأنانية والرياء وسوء الظن بالناس وقول الزور والكذب كلها أشياء تفسد القلب لأنه هو العضو المهم في الإنسان ولعل ما قاله الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم): (إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب إشارة إلى ذلك.
فاحرصوا إخواني علي نقاء قلوبكم وصفاء نفوسكم، ونزاهة أرواحكم من كل رذيلة وزينوها بالإيمان والحب والصدق حتى تنالوا رضا الله ورضا الناس فتسعدوا في الدنيا والآخرة
وكل عام وانتم بخير